قلعة
المرقب
قلعة المرقب حصن منيع
يقع على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس علي الساحل السوري وهي تابعة لمنطقة بانياس في
محافظة طرطوس في سوريا.
بنيت في عام 1062 م فوق قمّة تلّة على ارتفاع 370 م فوق
سطح البحر. تشرف من الشرق على جبال اللاذقية ومن الغرب على مدينة بانياس والبحر
الأبيض المتوسط وتحيط بها الجبال والغابات الرائعة ويحيط بها خندق ضخم مخلهل يمر
عبر درج قائم فوق جسر إلى المدخل الرئيسي للقلعة. ذكرت القلعة في مراجع كثيرة
ووصفها أبو المحاسن
في كتابة النجوم الزاهرة بأنها قلعة حصينة ومنيعة وكبيرة جداً.
ولا يمكن للمسافر
القادم من اللاذقية أو من طرطوس مهما كان على عجلة من أمره إلا أن يتوقف مندهشاً
حين يصل إلى مشارف مدينة بانياس الساحل ليشاهد بين سلسلة الجبال المشرفة على البحر
جبلا مغطّى بالغابات والخضرة تنتصب فوقه قلعة ضخمة رهيبة بشكل مدهش، إنها قلعة
المرقب أحد حصون وقلاع الساحل السوري.
تاريخ
القلعة
بنى تلك القلعة
الخليفة العباسي هارون الرشيد خلال فترة حكمه (170 - 193هـ / 789 - 809 م)، ثم
أعيد بناؤها سنة 454هـ / 1062 م على يد رشيد الدين الإسماعيلي، واستمرت قائمة حتى
سيطر الصليبيون على القلعة سنة 510 هـ / 1117 م وجعلوها حامية لهم، ثم استلمها
الإسبتارية سنة 582 هـ / 1186 م[1] فأصبحت من أهم المواقع الحصينة على امتداد
الساحل السوري،
وقد استعادها السلطان قلاوون سنة 684 هـ / 1285 م بعد معارك عنيفة
وحصار طويل وبسبب ارتفاع القلعة وموقعها ومناعة أسوارها كانت عملية تحريرها صعبة
جداً وبعد عدّة محاولات تم تحرير القلعة، وكانت هزيمة الصليبيين نكسةً كبيرةً لهم
,خاصةً وأنهم فقدوا أهمّ موقع لهم وكان ذلك إيذاناً بانتهاء وجودهم في الشرق كلّه،
علماً أنّ صلاح الدين الأيوبي لم يستطع تحرير القلعة وكذلك السلطان الظاهر بيبرس
الذي حقّق نصراً ولكنّه لم يستطع دخولها بسبب صعوبة الوصول إليها وارتفاعها وتميّز
ومناعة قلعة المرقب فكانت عصيّة على الكثيرين عبر التاريخ، وبعد تحريرها علي يد
السلطان قلاوون أمر بإعادة تحصين القلعة أكثر وجعل فرقته من المماليك البحرية في
حمايتها.
وصف القلعة
للقلعة طلّة مهيبة
تبهر الناظر إليها من بعيد راسخة كالجبل، يحيط بها سوران سور داخلي وسور خارجي
ويحتوي السور الخارجي على 14 برجاً دفاعياً منيعاً وفي داخل القلعة الكثير من
المنشآت والمباني مثل قاعة الفرسان والقاعة الملكية وكنيسة تعود للقرن الثاني
ومرافق وخزّانات وممرّات الأسوار والأبراج وقد اكتشف في القلعة صور جدارية ملونة
من أهمّها على الإطلاق جدارية تمثل (العشاء الأخير) وهي عبارة عن لوحة ملونة رائعة
تضم 12 شخصاً تعلو رؤوسهم هالات صفراء اللون ومن بينهم في الوسط صورة تبين (بولس
الرسول) (بطرس الرسول)، بالقرب من القلعة معبد أثري بناه أنتيوخوس بن مينودور
شيّده إكراماً لأهل بانياس وأعلاه وزوّده بالتماثيل للدلالة على آلهة العبادة في
بانياس مثل جوبيتر وباخوس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق