معلولا
تقع معلولا في الجزء الجنوبي من سورية إلى الشمال من مدينة دمشق على بعد ( 55 كم ) منها في منطقة جبل القلمون الأعلى (جبل الحلو) من سلسلة جبال لبنان الشرقية وهي تتبع ناحية قرى مركز ومنطقة القطيفة في محافظة ريف دمشق. وترتفع معلولا عن سطح البحر ( 1500 م ).
تقع معلولا في الجزء الجنوبي من سورية إلى الشمال من مدينة دمشق على بعد ( 55 كم ) منها في منطقة جبل القلمون الأعلى (جبل الحلو) من سلسلة جبال لبنان الشرقية وهي تتبع ناحية قرى مركز ومنطقة القطيفة في محافظة ريف دمشق. وترتفع معلولا عن سطح البحر ( 1500 م ).
معلولا كلمة آرامي
الأصل تعني المدخل وهذا الاسم هو الاسم الآرامي الذي يعود إلى عهود ما قبل
التاريخ، وهو الاسم الوحيد الذي رافق هذه البلدة خلال تاريخه الطويل. وتعدد
تسمياتها يدل على أهمية هذا البلدة التاريخية مالئةً الدنيا وشاغلة الناس على
مختلف اتجاهاتهم ومشاربهم.
- فج مار تقلا في معلولا:
هو الفج العجائبي الشهير الذي شهد في
القرن الأول الميلادي لنجاة القديسة تقلا من والدها ومطارديها عندما انشق الجبل
أمامها لتصل إلى مسكنها الذي اتخذته في بطن الجبل ويؤكد الجيولوجيون هذه الواقعة
بدليل تطابق شقي الفج فيما لو قرّبا من بعضهما.
وهو عبارة عن شق صخري طويل يبدأ من
دير مار تقلا صعوداً إلى البلاد الفوقا يشطر الجبل إلى شطرين رئيسين، ويصل بين
قسمي معلولا التحتا والفوقا. طوله 300 متر بعلو قد يصل في بعض الأماكن إلى ما يزيد
عن 20 متر، يسير بطريقة متعرّجة ملتوية، يتسع في أماكن ليضيق في أخرى بحيث لا
يستطيع اكثر من شخصين معاً مروره.
- يوجد في معلولا ديرين مشهورين هما:
أ. دير القديسة تقلا:
يقع الدير في الزاوية الشمالية من جبل
معلولا حيث يشكّل مع الجبل جزءاً لا يتجزّأ وكأن كلاهما قطعةً واحدة. يحوي الدير
عدّة غرف وشقق مستقلة، أعد بعضها لسكنى الراهبات المقيمات، وبعضها للأطفال الايتام
المقيمين حيث يوجد مركز لتعليم البنات اليتيمات يمارسن فيه أعمال الفنون النسوية،
وبعض هذه الغرف لسكنى المصطافين.
وهو يتكوّن في الأصل من:
1. المغارة
المنسوبة للقديسة تقلا، وهي كهف في الصخر كانت وما زالت على ما هي عليه تشكل
المزار المعروف، ثم قام من حولها الدير من عهد غير بعيد يتم الصعود إلى هذه
المغارة عبر سلّم حديث.
2. ويضم
الدير إلى جانب مزار القديسة كنيسةً صغيرةً يُفتح بابها لمرّة واحدة سنوياً مساء
عيد القديسة تقلا مساء 23 أيلول من كل عام.
3. إضافة
إلى كنيسة حديثة وجميلة أقيمت منذ أوائل القرن العشرين في وسط الدير على اسم
القديس يوحنا في سنة 1906 م . تتشكل هذه الكنيسة من رواق واحد تنتصب على جانبيه
أعمدة حجرية كبيرة، وتزيِّنها مجموعة من الأيقونات القائمة على جوانبها والموضوعة
ضمن أطر من المرمر الأبيض الجميل. بالإضافة إلى الإيقونسطاس المرمري في صدر الكنيسة بما يحويه من صور
القديسين الأطهار.
ب. دير
القديسين سركيس وباخوس:
كان سركيس ضابطاً وباخوس جندياً في
القرن الثالث الميلادي، ضمن جيش الإمبراطور غاليريوس مكسيميانوس الروماني، وكان
سركيس من مدينة الرصافة في الرقة وباخوس من مسكنة في حلب. وكان سركيس قائداً لفرقة
ضمن الجيش وكان باخوس معاوناً له. وقد اعتنقا المسيحية سراً في فترة الاضطهادات
الرومانية للديانة المسيحية، والتي كانت تصل عقوبتها للإعدام. بعد افتضاح أمر
عقيدتهما تعرض سركيس وباخوس للتعذيب بهدف دفعهما للجحود بالإيمان المسيحي، غير
أنهما رفضا رغم التعذيب العودة عن إيمانها وتقديم الذبائح للآلهة الرومانية فتم
إعدام الجندي باخوس في 1 تشرين الأول ثم إعدام الضابط سركيس في 7 تشرين الأول وكان
ذلك بأن طلب الامبراطور منه أن يحتذي بحذاء من حديد فيه رؤوس ناتئة، وأرغمه أن
يعدو أمام جوداه إلى الرصافة وهناك قطع رأسه. وهكذا لقبّ هذين القديسين بــــ "الشهيدين
العظيمين" و"أعظم شهداء الشرق". وكان ذلك سنة 297 م في مدينة الرصافة التي عرفت
بالعهد البيزنطي باسم سرجيوبوليس أي مدينة سرجيوس نظراً لشهرة كنيسة الشهيد
المذكور التي شيدت هناك تكريماً له وضمّت قبره ورفاته.
- تاريخ بناء الدير:
لا يوجد هناك تاريخ دقيق حول بناء
الدير، ولكن يرجّح علماء الآثار أن بناء الدير وكنيسته في معلولا يعود إلى ما بعد
عام 313 م أي بعد إعلان مرسوم ميلانو الذي أباح به القيصرقسطنطين الحرية الدينية
لمواطني الإمبراطورية الرومانية في شرقها وغربها".
- كنيسة
الدير ووصفها:
تجمع الدراسات والآراء بأن كنيسة القديس سركيس هي واحدة من
أقدم الكنائس القائمة في سورية ومن أندرها في العالم. وقد بنيت في القرن الرابع
الميلادي على أنقاض معبد للإله أبولو (هو ابن الإله زيوس اليوناني والأخ التوأم
لآرتيميس وكان مقر عبادته في جزيرة دلفي في اليونان. وهو إله الشمس، الموسيقى،
الرماية، الشفاء عند اليونان ). يعود للقرن الثالث قبل الميلاد واستعملت
الحجارة المعبد في بناء الكنيسة ومنها بعض تيجان العواميد الأيونية التي تتوزع في
جدران الكنيسة بدون أي تنظيم.
- الأعياد الدينية في
معلولا:
1. عيد رفع الصليب المقدس في 14
أيلول. وفيه تقام مهرجانات شعبية وتوقد النيران على قمم الجبال وتطلق الألعاب
النارية . حيث يذكرنا هذا العيد باكتشاف عود الصليب في القدس على يد القديسة
هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير
وعنده أوقدوا ناراً على المرتفعات بين القدس والقسطنطينية لكي يزفّوا الخبر
للإمبراطور ويقول التقليد الشعبي أن جبال معلولا كانت إحدى تلك المرتفعات.
2. عيد أولى الشهيدات القديسة تقلا في
24 أيلول.
- لغة
أهالي معلولا: الآرامية
" الآرامية لغة ولدت في سورية
" هو عنوان محاضرة ألقاها الباحث الاسباني وخبير اللغة الآرامية والأكادية في
سورية الدكتور " إيميليانو مارتينيث بوروبيو " في مكتبة الأسد يوم
الاثنين 17 تشرين الثاني سنة 2008 . حيث بيّن أن اللغة الآرامية كانت في بداياتها
خاصة بالقبائل الآرامية ثم انتشرت لاحقاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط القديم وكانت
لغة التجارة والعلوم والثقافة. والسجلات والكتابات تشهد على استعمالها بين العديد
من الشعوب والأمم على مدى حقب تاريخية طويلة في العصر الآشوري والبابلي والفارسي
واليوناني والروماني والبيزنطي والقرون الممتدة منذ الفتوحات الإسلامية العربية
حتى يومنا هذا.
ولقد كانت اللغة الآرامية لغة التجارة
والعلوم والآداب والثقافة، وحتى العقود التجارية والمراسيم والشرائع والقوانين
كانت تسن وتكتب وتحرر بالآرامية لكونها أدق وأوضح وسيلة تعبيرية لغوية وأبجدية
مكتوبة ومحكية ومقروءة في تلك العصور.
ولقد كان للغة الآرامية حظ كبير من الانتشار الواسع في بلاد
الرافدين والشام بعد سقوط الدولة الآشورية في القرن الخامس قبل الميلاد وبقيت هكذا
حتى حلّت اللغة العربية محلها بعد الفتوحات الإسلامية وبسبب ذلك انقسمت اللغة
الآرامية إلى لهجات كثيرة منها اللهجة السريانية وهي أهم لهجة آرامية لأن السيد
المسيح تكلم وبشّر بها وبواسطتها نقلت جزءاً كبيراً من علوم اليونان إلى العربية،
ولا تزال محكية في قرى القلمون الثلاث : معلولا وبخعا (الصرخة) وجبعدين.
صلاة
أبانا الذي في السموات باللغة السريانية الآرامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق