الجمعة، 8 سبتمبر 2017

شهبا


شهبا

تبعد مدينة فيليبوبوليس Philippopolis (شهبا اليوم) 90 كيلومتراً جنوب دمشق، و19 كيلومتراً شمال مدينة السويداء، وترتفع 1045 متراً عن سطح البحر، وكانت من المدن السورية المهمة في العصر الروماني.

بنيت المدينة القديمة فوق الصبات البركانية الأحدث لمخروط بركاني تتربع على جهته الشرقية، وامتدت على منحدرات الفوهة البركانية. وكان تأسيسها في عصر الإمبراطور فيليب العربي (ماركوس يوليوس فيليبوس)، ولأنها مسقط رأسه فقد سُميت باسمه، بعد أن كانت قرية نبطية صغيرة، وقد أمر الإمبراطور بتوسيعها وإعمارها وجعلها تضاهي كبريات المدن آنذاك وخاصة روما، فجاءت ذات مخطط روماني الطراز،

 بشوارعه المتعامدة بانتظام، والتي تشكل نقطة لقائهما في الوسط ساحة بيضوية الشكل، وكانت المدينة محمية بسور دفاعي ذو أبعاد ضخمة وكل ضلع منه مجهز ببوابة ضخمة على هيئة قوس النصر، وجُّرت إليها المياه بواسطة أقنية حجرية على قواعد ذات أقواس من ينابيع تقع على بعد 17 كيلومتراً شرقي المدينة.

ولكن تاريخ الاستيطان في هذه البقعة يعود إلى عصر أقدم من العهد الروماني، إذ عثر في التلال المحيطة بها على أدوات صوانية تعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث، واستمر السكن في المواقع المحيطة بها في العصر البرونزي، مثل الدبة واللبوة والكوم. وتحول الاستيطان إلى قرية في العهدين اليوناني والنبطي، إلا أن منشأها الحقيقي كان رومانياً في منتصف القرن الثالث الميلادي ولم ينقطع السكن فيها في العصور البيزنطية والإسلامية.
ابتدأت التنقيبات في المدينة منذ عام 1962، على يد بعثة أثرية وطنية، ولازال العمل مستمراً، حيث تم اكتشاف معالم بارزة لدارة كبيرة من عهد الإمبراطور فيليب العربي، تتضمن أربع أرضيات فسيفساء ملونة، تمثل أساطير: ربة البحر ثتيس، ديونيسيوس وأرديانه، عازف الموسيقى أورفيوس، آرس وأفروديت، وقد أُبقيت هذه اللوحات في مكانها الأصلي وبني فوقها متحف. كما عثر في مبنى الحمامات الكبرى بالقرب من الدارة على عدد من اللقى المهمة، مصنوعة من الرخام الأبيض، تعود للإمبراطور فيليب العربي وزوجته أوتاسيليا، كما تم العثور على عدد من الجرار الفخارية تعود إلى العهد الروماني أثناء التنقيب قرب المعبد الإمبراطوري، وعثر على مقبرة جماعية رومانية بداخلها مجموعة من الخرز والأساور واللقى البرونزية، وتم اكتشاف أنفاق المعبد الإمبراطوري الواقعة تحت منصاته وتنتهي في أعلى المبنى البالغ ارتفاعه 15 متراً.

يمكن تلخيص أوابد فيليبوبوليس المهمة بما يلي:
معبدان وثنيان لا تزال بعض أعمدتهما وواجهة أحدهما قائمة ويبلغ عرضها ثلاثين متراً، بقايا القصر الإمبراطوري الملاصق للمعبد من جهته الشمالية، مقبرة مربعة خصصت لاستقبال رفات أسرة الإمبراطور، مسرح بقطر 42.5 متراً كان يتكون من طابقين في كل منهما 9 صفوف ويتسع لـ 1500 متفرج، الدارة الإمبراطورية المكونة من 24 غرفة والتي زينت بعض أرضياتها بالفسيفساء وكانت مخصصة لسكن أفراد الأسرة الحاكمة؛ الحمامات الكبرى شمال غربي الدارة وكانت تتضمن عدة مرافق: مكتبة- صالة مطالعة-صالات تمارين-سوق-تحصينات وبوابات؛ بقايا كنيسة من القرن الرابع الميلادي، بقايا مساكن من العصر الإسلامي، وأربع برك مياه.

تكمن أهمية فيليبوبوليس بأنها مسقط رأس الإمبراطور فيليب العربي، وتتضمن مباني أثرية مهمة، وخاصة الفسيفساء النادرة، بالإضافة إلى أهميتها التجارية والثقافية في العصور القديمة.







 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق