الربوة
"خانق
الربوة" يختبئ بين "الجنك" و"عنتر"
الربوة
"الربوة"
هي موقع سياحي وتاريخي عبر العصور، وتمتلك من مقومات الطبيعة الغناء ما يجعلها
كامرأة فاتنة الجمال، وهي درة من درر الغوطة الدمشقية، يشقها نهر "بردى"
ليزيد من جمالها حسناً وهدوءاً وتألقاً.
تتوضع على طريق
"بيروت" القديم ويعبرها قطار النزهة البخاري في رحلته نحو "نبع
بردى" و"الزبداني"، نفّذت محافظة مدينة "دمشق" مؤخراً
مشروع تجميل "الربوة" الذي اكتمل أواخر أغسطس الماضي، وتناول هذا
المشروع تأهيل وإصلاح طريق "الربوة" من جسر تشرين حتى جسر دمر، وجعله
باتجاه واحد فقط، بعدما كان في اتجاهين، وكذلك تضمن المشروع تأهيل البنى التحتية
من كهرباء ومياه وإنارة وأرصفة مع تعريضها بمتر إضافي من طرف نهر "بردى"
ومن الجهة
المقابلة له، مع وضع إنارة تزيينية، ونشر المسطحات الخضراء التي ضمت أنواعاً كثيرة من النباتات والشجيرات، ثم جرت حملات بيئية لتنظيف مجرى نهر "بردى" وفروعه، على طول امتداد الربوة من الأوساخ والمخلفات التي تفرزها المقاصف والمطاعم».
عُرفت منذ تأسيسها قبل
مئات (بل آلاف) السنين بأنها من أجمل مناطق العاصمة السورية "دمشق"
ومحيطها، ولذلك استفاض الرحالة والمؤرخون في شرح محاسنها، ومنهم: "ابن بطوطة
وابن طولون والبدري" وغيرهم، والحق أن هؤلاء لا يبالغون عندما يصفونها بأنها
أعظم متنزهات "دمشق"، لأنها تتمتع بثلاث مزايا تتفرد بها عن غيرها من
مناطق العاصمة ومحيطها وهي:
الميزة الأولى: أنها
رفيقة نهر "بردى" الذي يعبر بجانبها في رحلته الأبدية من منبعه قرب
"الزبداني" إلى أن يصل إلى حارات "دمشق" وأزقتها بأفرعه
السبعة.
والثانية: أنها تقع في
المنطقة الغربية من "دمشق" مستقبلة نسائم غوطتها الغربية ومناطق
اصطيافها الشهيرة في سفوح جبال "لبنان" الشرقية مثل: "الزبداني
وبلودان وعين الفيجة" وغيرها، لذا فإنها تعتبر بوابة المغادرين من
"دمشق" نحو مناطق الاصطياف الغربية.
أما الثالثة: فهي أنها
تجاور جبل "قاسيون"، وتربو على "دمشق" بشكل حنون ولذلك سميت
"الربوة"، وأيضاً لقربها من "دمشق" حيث تلاصق حاراتها
كـ"المهاجرين وكيوان" وغيرهما، اختارهما كثيرون من أثرياء العاصمة
مصيفاً لهم في القرون الماضية، كما
اختارها عدد من
المتخصصين في إنشاء المتنزهات والمطاعم منذ أواخر النصف الأول من القرن العشرين
الماضي لتكون مكاناً لمطاعمهم ومقاهيهم، وهكذا نالت شهرة واسعة بين الدمشقيين
وزوار العاصمة وسياحها، خاصة الخليجيين منهم الذين يستمتعون بتمضية ساعات في أحضان
طبيعتها الخلابة وبين مطاعمها الجميلة ذات الشلالات والنوافير القائمة على نهر
"بردى"».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق