محافظة الرقة
الموقع الجغرافي لمحافظة الرقة:
تعتبر محافظة الرقة إحدى بوابات سوريا إلى تركيا و العالم عبر المعبر الحدودي في تل أبيض و نقطة وصل بين المحافظات الشرقية ومحافظـــات القطر الشمالية والوسطى حيث تبـــعد عن دير الزور بحدود 135 كم وعن الحسكة بحدود 230 كم وعن حلب بحدود 200 كم وعن حمص بحـدود 265 كم وعن حماة بحـدود 260 . وعن دمشق بحـدود 430 كم. ترتفع عن سطح البحر حوالي /240/ م وتعد محافظة الرقة من المحافظات السورية الحديثة والناهضة وتقع في المنطقة الشمالية الشرقية من لجمهورية العربية السورية تحدها تركيا من الشمال ومحافظتا حمص وحماه من الجنوب ومحافظتا دير الزور والحسكة من الشرق. وحلب من الغرب.
أولاً: التلال الأثرية
1. تل المريبط:
يقع تل المريبط على الضفة
اليسرى لنهر الفرات مقابل بلدة مسكنة القديمة (بالس - إيمار) إلى الغرب من
مدينة الرقة بحدود (90 كم) وعند أول انعطاف نحو الشرق لنهر الفرات المتجه
جنوباً. كما هو موضّح بالسهم الأحمر على الخريطة. كشفت أعمال التنقيب
التي قامت بها بعثة أمريكية من جامعة شيكاغو بين عامي (1964 - 1965) وتابعت بعدها
بعثة فرنسية التنقيب بين عامي (1971- 1974) كشفت عن حضارة سورية تعود إلى العصر
الحجري الوسيط وعلى ظهور أقدم استيطان مدني في العالم، يعود إلى منتصف الألف
التاسع قبل الميلاد (8500 ق.م).
حيث بنى الإنسان أقدم سكن
من الطين المشوي، تميّز هذا المسكن باستدارته وبانخفاض مستواه عن سطح الأرض
المجاورة بعمق (50 سم) ثم أحيطت هذه الحفرة بسياج ارتفاعه (70 سم) مصنوع من
أعمدة الحور الفراتي وقد غطيت الأرض بطبقة طينية بسماكة (10سم) . ووجد في
الموقع العديد من اللقى الأثرية مثل أدوات الطعام والصيد والزراعة مصنوعة من حجر
الصوان ومن العظم.
إن موقع المريبط في سوريا من أهم مستوطنات العصر
الحجري الحديث التي شهدت أربع مراحل من التطور وهي:
المرحلة الأولى من /8500/ إلى /8200/ ق.م
المرحلة الثانية من
/8200/ إلى /8000/ق.م
المرحلة الثالثة من
/8000/ إلى /7600/ ق.م
المرحلة الرابعة من
/7600/ إلى /6900/ ق.م
2. تل أبي هريرة:
يقع على بعد (40 كم) إلى
الجنوب من تل المريبط على الجهة اليمنى لنهر الفرات كما هو موضّح بالسهم
الأحمر على الخريطة. وهو أكبر موقع نيوليتي (العصر الحجري الحديث) معروف في سورية
حتى الآن. ظل هذا الموقع آلاف السنين مجالاً حيوياً لسكان هذه المنطقة ثم غرق في
قاع بحيرة الأسد سنة 1975 وكشف في الموقع عن قرية قديمة أبعادها (500×300)م وظهر
في الطبقات الدنيا حضارة نطوفية تعود إلى الألف التاسع ق.م .
3. مملكة إيمار
تقع مدينة إيمار على الضفة
اليمنى لنهر الفرات على بعد 85 كم غرب الرقة. وكان قد تم اكتشافها عام 1972 من قبل
بعثة المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق ضمن حملة الإنقاذ الدولية لحوض الفرات
وهي معروفة باسم مدينة مسكنة اليوم.
ساعد موقع إيمار الجغرافي
على إقامة وبناء قرية نموذجية تعود إلى فترات تبدأ من الألف الثالث قبل الميلاد
وحتى نهاية عصر البرونز الحديث. كشفت التنقيبات الاثرية في إيمار عم مجموعة من
المباني (قصور – معابد - بيوت ) وفي مقدمتها القصر الحيلاني الواقع في الجهة الشمالية
الغربية المطلة على الوادي مما أكسبها أهمية كبيرة في فترة العصر البرونزي الحديث.
وقد شكل موقعها حلقت وصل
تجارية بين طرفي الهلال الخصيب عبر تدمر، وتوسعت تجارتها حتى الأناضول، كما غطت
مساحة المدينة 1000 × 700 متر. وكانت على علاقة وثيقة بمملكتي ماري وإبلا، تدل على
ذلك النصوص، والتبادل التجاري معهما. وبين متصف القرن 14 ق.م و 1178 ق.م شكلت
إيمار مركزًا مهمًا للمملكة الحيثية في مواجهة الآشوريين، بحيث كان ملك إيمار
تابعاُ لملك كركميش الذي كان بدوره قريبًا وتابعًا للملك الحثي، وقد عانت المدينة
لذلك حصارين طويلين من المملكة الميتانية والدولة الآشورية، وتم تدميرها عام 1178
ق.م على الأرجح من الآشوريين، وأعيد بناؤها في الفترة الرومانية.
كانت إيمار من أهم
الموانئ على نهر الفرات وشكلت صلة وصل بين الجزيرة والساحل السوري وكانت طريقاً
للقوافل التجارية بالطريق البري، وفي نهاية العهد الأيوبي دمرها هولاكو بعد
احتلاله بغداد عام 1260م.
4. تل الخويرة:
الاسم القديم لهذا التل
هو[ خوربا ] وذلك في مصادر الدولة الآشورية. وهو تل
أثري هام في الجزيرة العليا في محافظة الرقة. يقع في أرض سهلية، شمال شرق
مدينة الرقة وعلى بعد /125/ كم منها. كشفت التنقيبات فيه عن مدينة تعد لكبرها
إحدى عواصم الشرق القديم.
يحيط بموقع التل خندق
عميق وعريض يشكل المانع المائي الحصين ، حيث يتقدم السور الترابي الذي يحيط بكامل
الموقع. يبدو سطح الموقع وأنه مجموعة تلال قد تلاصقت وضغطت على بعضها مما يشير إلى
ضخامة الأوابد التي كانت قائمة عليه .وقد كشفت عن معابد ضخمة شيدت من الكتل
الحجرية الكلسية الضخمة، مشكلة قاعة ضخمة، تتبعها غرفتان صغيرتان نسبياً لأغراض
العبادة، يتقدم جميع هذه المعابد المكتشفة درج صخري ضخم ، يعد طراز بنائها فريداً
مغايراً لما كان سائداً آنذاك. وقد تعاظمت أهمية التل بعد اكتشاف دلائل أثرية ترقى
إلى عصر ميسيليم (2700 – 2600 ق.م).
5. تل البيعة – توتول:
يعد هذا التل من أهم
التلال الأثرية في الرقة. ويقع على الجانب الأيمن لنهر البليخ عند التقائه بنهر
الفرات وإلى الشرق من مدينة الرقة بمسافة 2 كم ولقد حدد موقعه عالم الآثار
البلجيكي جورج روسان سنة 1974 . لقد تبيّن للأثريين أن هذا
الموقع هو موقع مدينة توتول التي تعود إلى عصر البرونز(3300 ق.م) . وكانت توتول
معاصرة لدولة يمحاض في حلب ودولة ماري العمورية. ولقد اشتهرت بصناعة السفن لتوافر
الأخشاب على ضفاف نهري الفرات والبليخ وكانت ميناءً هاماً على الفرات. تم
الكشف فيها عن قصر ملكي مخططه يشبه القصر الملكي في ماري ويرجع إلى مطلع الألف
الثاني قبل الميلاد حيث وجد فيه الرقم المسمارية وكذلك الأختام الأسطوانية ونجد أن
أغلب المكتشفات هي ذات طابع ديني مثل الحلي والعين الزرقاء والأحجار الكريمة
ونماذج الكبد كانت توضع في أساسات البنيان للمباركة .
في القرن السادس الميلادي أقيم بناء كبير لكنيسة مشهورة فوق
المرتفع وفي هذا البنيان تم اكتشاف غرف رئيسية منها غرفتين فرشت أرضياتها
بالفسيفساء الجميل وقد مثلت الفسيفساء على شكل حديقة تتضمن طيور وأشجار وأسماك
وزهور وتشير الكتابة السريانية أنها ترجع إلى عام 509م . وكان هذا البناء يعرف
بدير " مار زكا " . وكان من أديار السريان الكبرى
ضم 200 راهب وقد نزل فيه الخليفة هارون الرشيد. ولقد عثر في الموقع على لوحات
وكتابات سريانية. وسميت تل البيعة نسبة إلى دير زكا الموجود في أعلى التل لأن
كلمة كنيسة تعني بالعربية بيعة .
7. تل الصبي الأبيض
يقع إلى الشمال من مدينة الرقة بحدود 80كم في الجزء الشمالي من
وادي البليخ في الجزيرة ويرتفع عن سطح البحر 350م.يعمل الآثاريين الهولنديين في تل
الصبي الأبيض منذ عام 1982 ،وقد دلت التنقيبات عن كشف سلسلة من المستعمرات ترجع
إلى عصور ما قبل التاريخ محفوظة بشكل جيد وعلى مساحة /5 هكتار / تقريباً وقد عثر
على أطلال هامة محصنة ترجع إلى عصر البرونز المتأخر في القرن الثالث والثاني عشر
ق.م . لقد هجر عدد من مواقع البليخ حوالي /6000 إلى 5700ق.م/وربما يعود سبب ذلك
إلى تقلبات المناخ وتم الوصول إلى أقدم الطبقات المسكونة في خندق بعمق/10م/ وعثر
على بقايا بيوت مستديرة ومجموعة من التنانير وبعض الفخاريات الخشنة والأدوات
الصوانية مثل النصال وما شابه ذلك ومجموعة أدوات مركبة من أجل الحصاد ويبدو أن تل
الصبي الأبيض كان قرية لمزارعين ومربي ماشية ويؤكد ذلك وجود بذور الحبوب. وقد
انتهت هذه المستعمرة بفعل حريق كبير حوالي عام5200 ق.م .من أهم
المكتشفات العثور على كنز ذهبي الذي وجد في أحد القبور بالقرب من المبنى الإداري
الذي يضم أرشيف تاميتا والكنز عبارة عن 14 قطعة ذهبية بينهما خاتمان وأقراط وهياكل
ذهبية مطعمة بالحجارة الكريمة فضلا عن تقديمات وأدوات برونزية وحديدية ولآلئ وخزف.
وإذا أردنا أن نذكر جميع
التلال الأثرية التي تضمها محافظة الرقة فالحديث يطول, وفيما يلي العديد منها:
بليبص – الشيخ خضر – جب
شعير – السمن – مرج الذبيات – مرج أبو شارب – مامش – السده – جروة – الخرسة –
الرحيات شرقي – الرحيات غربي – مهلش ––– تلول نايل – الحمام – أبو سعيد – الشيخ
أسعد – المشيرفة القديمة – خربة حمود – تل بغاجاق( الناظرة ) –تل أخضر – سن الذيب –
تل الكبير – بندرخان – قرنفل تحتاني – شارخ عبدي – تل أبيض – العيساوي ... إلخ.
الموارد السياحية
الدينية:
1. مسجد قلعة جعبر:
يتوسط قلعة جعبر مسجد
واسع، مستطيل الشكل مبني من اللبن والآجر والحجارة الكلسية الهشة المقطوعة من نفس
المنطقة. يتكون من صحن، وفي الوسط تحفّ به أروقة أكبرها رواق القبلة، ولهذا المسجد
مئذنة ضخمة اسطوانية الشكل ذات قاعدة مربعة. أنشئ المسجد زمن نور
الدين محمود بن زنكي وهدمه المغول 1259 م. وللمسجد صهاريج محفورة في الطبقة
الصخرية تحت سطح الأرض، مسقوفة بقبب لها فتحات في القمة.
للمسجد مئذنة ضخمة
اسطوانية الشكل قاعدتها مربعة، مزدانة بزخارف كتابية . وقد عثر
بداخلها على أنواع مختلفة من الخزف ترقى للفترة الواقعة بين القرنين الثاني عشر
والرابع عشر الميلادي أهمها الفريت والخزف المحزز والخزف العادي والفخار غير
المزجج .
2. مسجد هشام:
يقع في مدينة الرصافة
الأثرية على بعد /55/ كم عن مدينة الرقة, والبناء عبارة عن موقع أثري إذ قام
الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ببناء جامع ومحراب أحدثه في الجدار الشمالي
للكاتدرائية الكبرى.
3. المسجد الجامع:
بناه الخليفة أبو جعفر
المنصور عندما بنى مدينة الرافقة سنة (155هـ/772م). ويصنف من المباني
العباسية التي تم بناءها في الفترة الأولى. يخضع لسمات العمارة العباسية،
وأهم سمة فيها أن المساجد كانت تبنى بشكل قلاع أو حصون أي منعزلة وسط الساحة. ولقد
اعتمد في نظام عمارة الرافقة المخطط الدائري لمدينة دار السلام ببغداد، وحدد موقع المسجد
الجامع وقصر الإمارة وسط تلك الدائرة.
وهذا المسجد هو على غرار
مسجد دمشق مؤلف من صحن وحرم وهو مستطيل عرضه(92.90م) وهو طول جدار القبلة. وطوله
(108م). وهو محاط بجدارين من اللبن المغلف بالآجر المدعم بأبراج نصف دائرية،
وأبعاد الآجر (45×45×10سم). وفي كل زاوية برج مستدير. ومجموع عدد الأبراج عشرون
برجاً.
ويبلغ سمك السور (1.70م). وفي الصحن تنهض المئذنة مستقلة ولقد أنشئت في
القرن الثاني عشر وهي تشابه مآذن قلعة جعبر ومسكنة وأبي هريرة. يقوم الحرم في
الجهة الجنوبية وهو بعمق (30.60م) ذو سقف جملوني محمول على صفين من الأعمدة (14)
عموداً في كل صف ومشكلاً بذلك ثلاثة أجنحة عرضية. أما واجهة الحرم المطلة على
الصحن فهي مؤلفة من أحد عشر فتحة مقوسة أبعادها الوسطية (3.56م) عرضاً و(10.5م)
ارتفاعاً.
الكنائس والأديرة
عند الحديث عن الكنائس في
محافظة الرقة لابد من التطرق إلى الحديث عن مدينة الرصافة.
مدينة الرصافة
تقع الرصافة في شمال
بادية الشام وعلى مسافة 30 كم جنوب غرب مدينة الرقة في منطقة هامة بعث فيها نهر
الفرات الحياة من جديد. وتبعد عن قصر الحير الشرقي حوالي 75 كم جنوباً. وتبعد 180
كم عن حلب و 90 كم عن مدينة الثورة. وهي بين الرقة وتدمر على خط مستقيم. تبلغ
مساحتها (1،5 كم2 ) أي ما يعادل مساحة حي باب توما في دمشق.
والرصافة اليوم قرية في منطقة الرقة التابعة لمحافظة الرقة.
عرفت بأسماء عديدة عبر
التاريخ كان أهمها في العصر البيزنطي حيث أطلق عليها اسم " سرجيوبوليس
" في القرن الرابع الميلادي لكونها مكان استشهاد القديس سرجيوس حيث
تقول القصة كان سركيس ضابطاً وباخوس جندياً في القرن الثالث الميلادي، ضمن
جيش الإمبراطور غاليريوس مكسيميانوس الروماني، وكان سركيس من مدينة الرصافة في
الرقة وباخوس من مسكنة في حلب. وكان سركيس قائداً لفرقة ضمن الجيش وكان باخوس
معاوناً له. وقد اعتنقا المسيحية سراً في فترة الاضطهادات الرومانية للديانة
المسيحية، والتي كانت تصل عقوبتها للإعدام. بعد افتضاح أمر عقيدتهما تعرض سركيس
وباخوس للتعذيب بهدف دفعهما للجحود بالإيمان المسيحي، غير أنهما رفضا رغم التعذيب
العودة عن إيمانها وتقديم الذبائح للآلهة الرومانية فتم إعدام الجندي باخوس في 1
تشرين الأول ثم إعدام الضابط سركيس في 7 تشرين الأول وكان ذلك بأن طلب الامبراطور
منه أن يحتذي بحذاء من حديد فيه رؤوس ناتئة، وأرغمه أن يعدو أمام جوداه إلى
الرصافة وهناك قطع رأسه وكان ذلك سنة 297 م في مدينة الرصافة. ودرج عليها اسم
" رصافة هشام " منذ القرن الثامن الميلادي نسبة إلى الخليفة هشام بن عبد
الملك (722 - 743) في الدولة الأموية، ذلك لأنه اختارها مقرّاً لحكمه وعاصمة
لدولته.
كنائس الرصافة:
شيد في الرصافة 7 كنائس،
أهمها:
1. الكنيسة الكبرى (بازيليك
القديس سرجيوس):
تعد من أهم البازيليكات
القديمة في العالم. تشكل مجمعاً كنائسياً ضخماً مع ملحقاته في مساحة (120م ×
90 م) وهي تحتل نواة هذا المجمّع. أكبر الكنائس في الرصافة وأروعها بنيت عام
559م. بنيت من الحجارة الجصية وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من
المدينة . وضع تحت مذبحها رفات القديس سرجيوس. وهي مؤلفة من 5 أسواق ، تم تحويل
السوق الشمالي منها إلى جامع للمسلمين. في وسطها نلاحظ " البيما " أو
" المنبر " ويبلغ طولها 14 م . وهي بناء حجري على شكل نعل الدابة، فسيح
ومرتفع عن الأرض متر واحد، عليه 12 مقعد من الحجر، وفي وسطه حجر عالٍ مزخرف يوضع
عليه الإنجيل المقدّس (أو يستعمل عرشاً للأسقف). وهذا المنبر هو أكبر النماذج
السورية وأحسنها سلامةً. وهندسة هذا المنبر مستوحاة من مائدة العشاء السرّي .
فالأسقف وحوله الكهنة جالسون يشبهون السيد المسيح وحوله الرسل جالسون وهم ينشدون
للرب ويسبّحونه. وكان الهدف من هذه الهندسة فسح مجال للإكليروس والشعب كله
للاشتراك معاً في الصلاة والاناشيد الدينية.
2. كنيسة القديس سرجيوس
(كنيسة الشهداء):
يقود الشارع الرئيسي في
المدينة إلى مبنى أول هو الكنيسة الكبرى(كنيسة القديس سرجيوس), وهي من أكبر
الكنائس في المشرق, أعيد بناؤها عام /559/ م وسميت حينها كنيسة الشهداء. ولهذه
الكنيسة ثلاثة محاريب زينت أقواسها بالزخارف المنحوتة, يبلغ طولها /42/ م وعرضها
/34/ م, وطول بهوها الأوسط /22/ م وعرضه /10/ م, وتم العثور على بلاطة المحراب
الجانبي الشرقي, وتم اكتشاف مجموعة من الأعمدة والتيجان المزخرفة وبعض الأعمدة
وردية اللون والتي يعتقد أنها جلبت من مدينة بعلبك التاريخية الواقعة في سهل
البقاع اللبناني.كان للكنيسة قبة مركزية محمولة على مربع ذات رقبة سمحت بإنشاء
شبابيك مزودة بزجاج وأطر خشبية ملونة سمحت بإنارة الكنيسة من الداخل.
القلاع والقصور
قلعة جعبر:
تتربع قلعة جعبر فوق هضبة
صخرية واقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات مشرفة على بحيرة الأسد التي تشكلت خلف
سد الفرات العظيم في عام 1975 . وتبعد حوالي (15 كم) عن السد المذكور و (50 كم )
عن مدينة الرقة غرباً. تنسب القلعة إلى جعبر بن سابق القشيري الملقب سابق الدين ،
ويبدأ تاريخ القلعة الواضح اعتباراً من سقوطها بيد السلطان السلجوقي ملكشاه
بن ألب أرسلان عام 1086 م. ويقال بأن القلعة كانت مسبوقة بقلعة أنشأها
"دوسر" غلام النعمان بن المنذر ملك الحيرة قبل الإسلام. كانت
القلعة محاطة بخندق نصل إليها عن طريق جسر قد زال ولم يبقَ إلا قواعده. وكان مدخل
القلعة منكسراً للتحصين. عثر حول أسوار القلعة عام 1970 على نقد بيزنطي وكسر
فخارية بيزنطية ترجع للقرن السادس الميلادي. كما عثر على عدد من المدافن المنحوتة
بالسفح الغربي من القلعة معظمها يرقى للعصر البيزنطي . قلعة جعبر مستطيلة الشكل
تقريباً. يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 320 متر، ومن الشرق إلى الغرب 70 متر.
يحيط بها سوران ضخمان مبنيان من الآجر أحدهما داخلي والآخر خارجي يضمان الكثير من
الأبراج وهما قريبان من بعضهما ولا يفصل بينهما سوى بضعة أمتار تشكل ممراً
بين السورين. ولهذه الابراج أشكال هندسية مختلفة منها المربع ونصف المسدس والدائري
وغيرها ويزيد عددها على 35 برج.
قصر البنات:
ثمة بناء هام يطلق عليه
اسم قصر البنات، قائم في الجهة الشرقية الجنوبية من الرافقة وضمن أسوارها، لم يبق
منه إلا الأطلال الضخمة، يعود إلى القرن الثاني عشر كما يرى هرزفيلد الذي زار
القصر عام (1907م) وأعد له مخططاً، ويبدو أن الأطلال في ذلك الوقت كانت أكثر
ارتفاعاً بما يقرب من عشرة أمتار. لقد ابتدئ بأعمال التنقيب والترميم في هذا القصر
ضمن نطاق المشروع الاستثنائي في الرقة. ومنذ عام (1976م) تأكد من خلال دراسة الخزف
الذي عثر عليه أنه يعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر أي إلى العصر الأيوبي.
الموارد
السياحية الطبيعية والبيئية
1. نهر الفرات:
من أغزر الأنهار السورية
وأطولها وتقع منابعه شرقي هضبة الأناضول وتتدفق مياهه في الأراضي التركية مسافة
(430 كم) يدخل بعدها سورية عند بلدة جرابلس لينتهي في خليج البصرة قاطعاً مسافة
(2330 كم) منها في سورية (680 كم) حيث يرفده فيها أنهار الساجور والبليخ والخابور
ويقدر متوسط تصريفه بحوالي (850 م3 /ثا) في مدينة الثورة (920 م3 /ثا)
عند دخول الاراضي العراقية كما يقدر متوسط الإيراد المائي السنوي لنهر الفرات
بحوالي (27) مليار من الأمتار المكعبة في سورية وتشكل مياهه حوالي 83% من مجموع
الإيراد السنوي للأنهار في سورية.
2. نهر البليخ:
يعد نبع عين العروس جنوب
مدينة تل أبيض على بعد (5كم) ، المصدر الأكبر لنهر البليخ ، وتقدر غزارته بحوالي
(6 م3 / ثا) ويبلغ طوله (112 كم) ويصب في نهر الفرات شرقي الرقة
السمراء، ويستفاد من مياهه للري، وأدى حفر الآبار الارتوازية في الجاني التركي إلى
ضعف غزارة مياه النهر بل إلى جفاف نبعي عين الحصان وصلولع.
3. بحيرة البعث:
المتشكلة خلف سد البعث
التخزيني على نهر الفرات في منتصف المسافة بين الرقة ومدينة الثورة ومساحتها (27
كم2).
4. بحيرة الأسد:
تشكلت هذه البحيرة
خلف سد الفرات سنة 1975 . مساحتها (674 كم 2)
ويبلغ طول السد المتشكل خلفه البحيرة (4500م) وارتفاعه الأعظمي (60 م) . وتشكل
بحيرة الأسد أكبر وأضخم مصدر مائي لا في سورية وحسب بل في بلاد الشام عامةً، وهي
تقوم بإغناء المياه الجوفية والينابيع والآبار وساعد ذلك على التوسع في مساحة
الأراضي الزراعية المروية ، كما أدى ارتفاع المياه الجوفية في مناطق التربة
المالحة إلى ظهور السبخ (زهرة الملح) على تلك الأراضي وارتفاع سوية المياه في
الآبار. فبئر الرصافة ارتفعت فيها المياه نحو (28م) بعد أن كان عمق المياه فيه (70
م). من أنقى البحيرات الاصطناعية في العالم. تتمتع
بشواطئ ذات طبيعة جميلة جداً. وهي أكبر مسطح مائي في سوريا وثاني
أكبر مسطح مائي في منطقة الشرق الأوسط بعد بحيرة السد العالي على نهر النيل في مصر
على نهر الفرات.
تمتاز البحيرة بغناها
بالمقومات وعناصر الجذب التالية:
المناظر الخلابة لبحيرة
الأسد وضفافها ومراقبة مناظر الشروق والغروب عليها.
وجود محمية الثورة
الطبيعية الغنية بتنوعها الحيوي النباتي والحيواني ومزارع الأسماك التي تزيد
البحيرة غنى بتنوعها الحيواني.
التنوع الحيوي النباتي
المحيط من أشجار ونباتات مختلفة والتنوع الحيواني من حيوانات وطيور مختلفة.
المناظر الطبيعية في
السهول في فصلي الشتاء والربيع, ومناظر الصحراء وامتدادات الرمال الموحشة والواحات
المنتشرة على طول الطريق الصحراوي.
5 الحوائج (الجزر)
النهرية:
تتوفر عدد من الحوائج
النهرية ومنها:
حويجة
سد الثورة
حويجة
سد البعث
حويجة
عتيق
حويجة
السلحبية
حويجة
السحل الشرقي
حويجة
جديدة خابور
حويجة
الزوية
حويجة
زهرة
حوائج
العكيرشي الهجانة.
6. الغابات في الحوائج
النهرية:
حيث تُعد حوائج نهر الفرات محميات طبيعية
تساهم إلى حد كبير في تحسين البيئة، وهي ممتدة امتداداً طولياً ضمن مجرى النهر،
تنمو فيها أشجار حراجية ونباتات طبيعية تلقائياً دون تدخل بشري ,ومنها:
غابة
الواسطة وتقع على الضفة اليسرى لبحيرة الأسد وهو موقع سياحي جيد.
غابة
جعبر وتقع على ضفاف بحيرة الأسد.
غابة
النشابة.
7. محمية الثورة :
تقع داخل بحيرة الأسد, ويتم الوصول إليها
بطريق يربطها بالبر,وتضم المحمية ما يلي:
قسم
خاص و معزول لتربية الغزلان.
موقع
بنات أبي هريرة الأثري.
تنوع
حيوي واسع.
8. مغارة الكاطر (القاطر):
تقع في قرية
الفيحاء جنوب شرق مدينة الرقة عند بداية تموجات جبل البشري تبعد عن الرقة حوالي /12/ كم
باتجاه الجنوب الشرقي على طريق عام الرقة - دير الزور في ضيعة كسرة محمد.
وهي كهف طبيعي كارستي عمقه قد يصل إلى /2,4/ كم مكتشفة حتى الآن
والمغارة أطول من ذلك بكثير حيث يوجد فيها مناطق غير مكتشفة حتى الآن قد يصل طولها
لـ /20/ كم. تعتبر مغارة القاطر أكبر مغارة في العالم بعد
مغارة فريواطو في المغرب والتي يبلغ عمقها أكثر من 25 كم ومن أهم
المغاور في سوريا وتعد أكبرها, تتألف بنيتها من الكريستال ذو منشأ ملحي – كلسي –
جبسي.
وتتألف مغارة القاطر
من: صالة حسين, صالة
ألمانيا, صالة الأشجار البلورية, النفق الكبير, ومجرى هواء داخل المغارة,
وعدة صالات متفاوتة الحجم وممرات جانبية. تتألف من باحة واسعة وممتدة يصل طولها
إلى أكثر من /100/ م طولاً, وأقل من /60/ م عرضاً, تتوزع أرضيتها المستوية بين
يابسة واسعة, تحاذيها بحيرة عميقة من المياه تشكلت عبر السنين من خلال مياه
الأمطار التي تتقاطر من سقف الكهف, ومياه البحيرة تفور في الأرض وتجد لها منفذاً,
حيث تخرج من البحيرة على شكل قناة ضيقة, يقال أنها تشكل نهيراً تحت أرضي يغذي
منطقة " صراة العكيرشي " على بعد نحو عشرين كم شرقاً, ويقال إن مياه
المغارة ربما أتت من الرصافة عبر نهير تحت أرضي, أو ربما عبر أنهار صغيرة متعددة
تحت الأرض.
الموارد
السياحية الثقافية (متاحف – تراث شعبي ):
أولاً : المتاحف:
1. متحف الرقة:
تشير المصادر الى ان
المتحف بني فترة الانتداب الفرنسي إبان حكم تاج الدين الحسيني عام 1928 واستخدم
كدار للحكومة ثم مركز لقيادة شرطة الرقة وبعد الندوة الدولية افتتح متحف لمدينة
الرقة ،وتشير حجرة الافتتاح تحديدا الى تاريخ 23/10/1981. يقع المتحف في وسط
المدينة في ساحة عرفت باسم ساحة المتحف . المتحف مبني من مادة الآجر وهو
مؤلف من طابقين وتستخدم قاعاته للعرض و مكاتب لموظفي دائرة آثار ومتاحف الرقة
ومستودع لحفظ القطع الأثرية. يقسم المتحف إلى قسمين كل طابق يحتوي قسم القسم الأول
ويشمل مكتشفات البعثات الأثرية التي تعمل في نطاق محافظة الرقة وتاريخها و يتألف
من /16/ خزانة عرض، القسم الثاني عرض فيه لآثار الرقة العباسية-مدينة توتول
التاريخية –الرقة في الألف الثالث قبل الميلاد و يتألف من /25/ خزانة
عرض. يحتوي السجل المتحفي على 5187 قطعة أثرية موزعة بين معروضات الخزائن وبهو
المتحف في طابقيه وحديقة المتحف ومستودع التخزين في المتحف.
2. متحف قلعة جعبر
الأثري:
هو متحف موقعي داخل
القلعة أقيم في قاعتين مكتشفتين ومرممتين يعرض فيه نتاج مكتشفات لموقع القلعة وما
حولها قبل تشكل مياه بحيرة الأسد.
ثانياً: التراث الشعبي
تعتبر الرقة من المحافظات
الغنية بالتقاليد والعادات الجاذبة ومنها:
1.الضيافة وحسن
الاستقبال:
وهو ما يميز المنطقة
الشرقية ككل, حيث تفرد الدار جناحاً للمضافة البدوية المشهورة في بادية
الرقة, وهو قسم من بيت الشعر مسيج بزرب البردي ويضم الموقد والمهباش والنجر
ودلة القهوة والكمكوم, وهو دلة قهوة كبيرة تستخدم لتخمير القهوة بعد الغلي إضافة
إلى البسط المنسوجة يدوياً من الصوف والهودج.
ü لباس الرجل الفراتي: مؤلف
من العباءة والكوفية والعقال والثوب وأدواته الشخصية مثل: مجند الطلقات وعلبة
الدخان وقداحة الفتيل.
ü لباس المرأة الفراتية: مكون من ثوب
الشلاليح والزبون والهباري ومحزم الشريحي والحلي (لبة العجيج) التي تلبس بالعنق,
والخرز والهياكل الفضية والمجوهرات والكحل ومشط العظم.
3 .المطبخ الرقي: تأثر المطبخ الرقي
كثيراً بمطابخ الجوار ومنها المطبخ الحلبي والمطبخ التركي, ولكن ما زال هناك بعض الخصوصية للمطبخ الرقي من
حيث أنواع الطعام المتوارث من الأجداد.
ومن هذه الأطعمة: خبز الصاج –
خبز الركاك – العيش – شيش برك – بسطانة – بندرأكماك –سوكلما – سنبوسك.
4. الصناعات الغذائية
اليدوية:
صناعة الجبن واللبن
والحليب, والسمن البلدي والخضار والفواكه المجففة مثل: البندورة والباذنجان
والفليفلة والقرع والبامياء والملوخية والنعناع, كما تشتهر بصناعة المربيات مثل:
العنب والمشمش والتين.
5. الصناعات التقليدية:
كالنقش على قطع
قماشية بيضاء, والزخرفة على الزرب التي تشتهر بها المحافظة, وهي النسج على عيدان
من البردي والزل لتشكيل حواجز لبيت الشعر -المصنوع من شعر الماعز- وتقسيمه بين
مضافة ومعيشة والسدو العربي والمغزل والمبرم والمنساج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق