محافظة دير الزور
الموقع:
دير
الزور ( تدعى أيضاً "الدير" بالعامية السورية ) محافظة سورية تقع في شرق البلاد على نهر الفرات عاصمتها مدينة دير الزور، أكبر مدنها، ويتبع لها بعض المدن الأخرى منها الميادين والبوكمال والقورية.
المواقع
السياحة في دير الزور
تميزت
ماري بموقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية وفعالياتها الحضارية وصلاتها
المختلفة بممالك الشرق القديم (مثل: أور، كيش، إيسين، لايسا، أوروك، نيبور،
أشنونا، بابل، إبلا، أكاد، آشور، يمحاض). واشتهرت ماري كعاصمة للسلالة العاشرة بعد
الطوفان، مما يدل على قدمها. وكان من أشهر ملوكها «آنسود»، الذي ربما كان مؤسس هذه
السلالة الحاكمة، التي حكمت نحو 136 عاماً. وتجدر الإشارة إلى هدية ملك أور
(ميسانيبادا) إلى حليفه ملك ماري (آنسود)، التي اكتشفت في ماري، وهي محفوظة في المتحف
الوطني بدمشق،
تجسد العلاقات الودية بين ملوك هاتين المملكتين.
وكان التنافس الدولي ورغبة ملك أوروك
«لوجال زاجيزي» في التوسع، مما أساء إلى العلاقات بين مملكتي ماري وأوروك، بل وأدى
ذلك إلى حرب عنيفة، انتهت بقضاء «لوجال زاجيري» على مملكة ماري وازدهارها الحضاري،
فغدت مدينة عادية. ولكن إمكاناتها الاقتصادية وصلاتها الودية الدائمة بعرب البادية
والموجات العربية، يفسر لنا سرعة تحررها من النفوذ السومري واستئناف
فعالياتها المختلفة من جديد. وقد أصبح الأكاديون عصرئذِ
قوة هامة في المنطقة وشكلوا إمبراطورية هامة وتوسع ملكهم سرجون الأكادي، حتى وصلت
حملته الحربية إلى غابة الأرز في لبنان. وعرف (ميجير دجن»، حاكماً لمدينة ماري في
ذلك العصر، ثم ظهر نارام سين بفتوحاته الحربية، التي خلد أحدها بنصب حجري هام
محفوظ في متحف اللوفر.
حكم الأكاديين في ماري لم يدم طويلاً،
وينسب بعضهم ذلك إلى غزوات القوطيين، وأثرها الكبير في تغيير الوضع الدولي السائد
في ذلك العصر، وظهور اضطرابات في عهد سلالة أوروك الرابعة والخامسة. وفي عهد سلالة
أور الثالثة، استطاع قواد ماري الموهوبون أن يظهروا كحكام هذه المدينة وعرفوا بلقب
«شاكاناكو»، واستمر حكمهم من نحو 2285ق.م حتى نحو 1755ق.م.
بعدما أصبح للعموريين أهمية
كبيرة في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، شكلوا ممالكهم العمورية وازدادت
فعالياتهم، التي تتحدث عنها نصوص الرُقم الطينية المكتشفة في ماري وغيرها. وكان
أشهر ملوك العموريين، ياجيد ليم، الذي اتخذ ماري عاصمة له، وتنازع مع إيلا كابكابو
وشمش حدد، واشتهر ملك ماري «يهدون ليم» بقوته، التي جعلته يعرف كملك حرب وقتال،
قاد حملات حربية وحقق مشاريع ري مفيدة. وعندما استولى الآشوريون على
ماري، عهد الملك «شمش حدد» إلى ابنه «يسمع حدد» بحكم ماري.
كانت الاضطرابات والفتن المختلفة قد
جعلت «زمري ليم» يلجأ إلى قصر «ياريم ليم»، الذي أدرك بذكائه أهمية موقع ماري،
عاصمة الفرات الأوسط وطاقات شعبها وإمكاناتهم المختلفة، وفائدة تأكيد الصلات
الودية بين مملكتي ماري ويمحاض. كل ذلك يفسر دعمه للأمير «زمري ليم»، بل وزواج هذا
الأمير لأسباب سياسية من ابنة ملك يمحاض.
واستفاد «زمري ليم» من الظروف الدولية
المستجدة في ذلك العصر، ومن ضعف مملكة أشنونا، ووفاة الملك الآشوري «شمش حدد»،
وضعف وتردد ابنه «يسمع حدد»، الذي هرب من ماري، مما جعله يستغل الدعم العسكري
الكبير، الذي قدمه له ملك يمحاض «ياريم ليم»، فاستطاع زمري ليم أن يحرر بلاده
ويطرد المحتلين منها، بعدما دام حكمهم فيها نحو 28 عاماً، من عام 1260ق.م حتى عام
1232ق.م، ثم أخذ ينصرف إلى تنظيم مملكته من رواسب الفتن والاضطرابات، فتطلب ذلك
منه نحو عام أو عامين وقد زودته الحياة بتجارب وخبرات جديدة مفيدة وهامة في ميادين
السياسة والعلاقات الدولية والعمران والاقتصاد والفنون، مما جعله يحقق لبلاده
الازدهار الاقتصادي والنهضة الفنية، التي تجلت في فنون العمارة والنحت والتصوير
الجداري والحفر والفنون لصناعية وفن الكتابة على الرُقم الطينية.
استطاع بعد خمسة أعوام من حكمه أن يحقق
انتصاراً حربياً على مملكة أشنونا، مما يفسر قوله المأثور بأنه (انتزع من بلاده
ظفر أشنونا)، التي كانت حليفة ملك الآشوريين «شمش حدد»، كما استطاع «زمري ليم» أن
يفرض هيبة الحكم ويأمر الولاة بإرسال تقاريرهم إليه ويحرض على حسن اختيار حكام
المناطق في بلاده، مثل تعيينه «ماري لاناسوم» حاكماً على توتول تل البيعة قرب الرقة حالياً.
وإن المراسلات المتبادلة بين حمورابي وزمري ليم،
توضح الظروف الدولية في ذلك الحين.
استطاع ملك بابل «حمورابي»
أخيراً أن يحقق انتصاراً حاسماً على «زمري ليم» ويقضي نهائيا على مملكة ماري
وسلالتها الحاكمة، التي استطاع بعض أفرادها الوصول إلى ترقا تل
العشارة ومتابعة الحياة فيها.
وفي عهود الآشوريين كانت ماري مدينة
صغيرة، تابعة لإمبراطورية الآشوريين يحكمها «شمش رش أوزور»، كما يحكم بلاد سوهو
(ترقا). وبعدما قضى الكلدانيون والميديون
على إمبراطورية الآشوريين نهائياً عام 609ق.م.
شكل «نابو بولاصر» قيادة في ماري وبلاد
سوهو. وفي العصر الهلنيستي، انتقلت شعلة الحضارة في حوض الفرات إلى مدينة دورا أوروبوس،
قرب قرية صالحية الفرات.
وعندما قضى الفراتيون على مدينة «دورا»
عام 256م، كانت مدينة ماري قليلة الأهمية قرب تل مدكوك، الذي لفت نظر الرحالة إلى
حوض الفرات، وقد نسيت الأجيال مملكة ماري حتى تاريخ اكتشافها عام 1933
2. دورا أوروبوس (الصالحية):
تقع
دورا أوروبوس Dura-Eupopos إلى الجنوب الشرقي من مدينة دير
الزور، بين مدينتي الميادين والبوكمال وعلى مسافة تسعين كيلومتراً على الطريق المؤدية إلى مدينة
البوكمال، وتمتد على الهضبة الغربية لنهر الفرات، وعلى رقعة غير منتظمة الشكل
تقارب مساحتها السبعين هكتاراً، محاطة بأسوار منيعة تدعمها حواجز طبيعية، مما
جعلها تشكل نقطة مراقبة هامة لطرق القوافل البرية والنهرية، وينتشر خارج أسوار
المدينة عدد من المدافن الأرضية والبرجية وأقواس النصر وبقايا معسكر الحصار
الساساني.
تم تأسيس دورا أوروبوس مع نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، على يد أحد ضباط الملك سلوقوس الأول، كحامية عسكرية مقدونية بسيطة، محتمية بقلعة حصينة تمكنها من بسط السيطرة على الفرات الواصل بين عاصمتي الإمبراطورية السلوقية أنطاكية وسلوقية (على نهر دجلة)، ويبين اسم دورا أوروبوس أصلها، فكلمة دورا تعني «الحصن» باللغة الآشورية-البابلية أو الآرامية وأوروبوس اسم مسقط رأس سلوقوس الأول. وتحولت هذه الحامية إلى مدينة في القرن الثاني قبل الميلاد حين اكتملت تحصيناتها الخارجية وتقسيماتها الداخلية وفق النموذج
تم تأسيس دورا أوروبوس مع نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، على يد أحد ضباط الملك سلوقوس الأول، كحامية عسكرية مقدونية بسيطة، محتمية بقلعة حصينة تمكنها من بسط السيطرة على الفرات الواصل بين عاصمتي الإمبراطورية السلوقية أنطاكية وسلوقية (على نهر دجلة)، ويبين اسم دورا أوروبوس أصلها، فكلمة دورا تعني «الحصن» باللغة الآشورية-البابلية أو الآرامية وأوروبوس اسم مسقط رأس سلوقوس الأول. وتحولت هذه الحامية إلى مدينة في القرن الثاني قبل الميلاد حين اكتملت تحصيناتها الخارجية وتقسيماتها الداخلية وفق النموذج
الإغريقي الخالص.
مع
بداية القرن الثاني قبل الميلاد هاجم البارثيون القادمون من إيران الأراضي
السورية، ومن أجل الدفاع
عن المدينة، تم استكمال بناء أسوارها بمادة اللبن بدلاً من الحجر المنحوت، ولكن لم
يكتب لمباني ساحتها المركزية أن تستكمل، فقد وقعت المدينة تحت السيطرة البارثية
عام 113 ق.م، وبقيت لثلاثة قرون خاضعة للإمبراطورية البارثية، وعاشت في هذه
المرحلة عصرها الذهبي من حيث السلام والتآخي بين الأديان، فتشابه الإله زيوس مع
بل، وتحولت أرتميس إلى نانايا ووجدت آلهة جديدة مكاناً لها كآلهة ما بين النهرين
والفرات وشمالي سورية والفينيقيين. وفي عام 165م احتلال الرومان المدينة لتعود ثانية حصناً عسكرياً مدافعاً عن الحدود الشرقية
للإمبراطورية الرومانية وأصبح سكانها مواطنين رومان بفضل مرسوم أصدره الإمبراطور
كركلا، وأضاف الرومان إلى المدينة بعضاً من أقواس النصر والمعابد العسكرية
والقصور. ولم يدم حكمهم للمدينة أكثر من قرن، عندما أعاد الساسانيون احتلالها،
ودمروها على يد شابور الأول عام 256م، وتركوها أثراً بعد عين، إذ زارها بعد قرن من
هذا التاريخ الإمبراطور الروماني جوليان فوجدها مدينة أشباح، وهجرت المدينة إلى
القرن السابع الميلادي، ثم استوطنتها مجموعة عربية
أموية بجوار قلعتها قبل أن تترك للنسيان.
وفي آذار عام 1920م، وأثناء حفر الجنود الإنكليز خنادق في الصحراء، سقط الجند في فراغ تكشفت جدرانه عن لوحات تحمل مشاهد حياتية ودينية لأشخاص يرتدون أثواباً طويلة وقبعات مخروطية، مما استدعى طلب الباحث الأمريكي جيمس هنري بريستد لفحصها، وقد تقدم الباحث إثر ذلك بوصف مفصل عنها إلى أكاديمية النقوش الفرنسية التي سارعت إلى تأليف بعثة، ترأسها الباحث البلجيكي فرانس كومان F.Cumont، عملت في الموقع من عام 1922 إلى 1924، وتمكنت في نهايتها من الإعلان بأن الموقع هو مدينة دورا أوروبوس التي بحث عنها علماء الآثار على الضفة الشرقية لنهر الفرات دون جدوى، وقد نشر عن المرحلة الأولى من أعمال التنقيب مؤلف مشهور للباحث فرانس كومان، وبعد ذلك أهمل الموقع حتى عام 1928، تاريخ تشكيل البعثة الفرنسية الأمريكية التي اشترك فيها باحثون من جامعة يال YALE ونفذت عشرة مواسم، امتد كل منها على ستة أشهر مستعينة بنحو 300 عامل، نقبت خلالها قرابة ثلث مساحة المدينة، وترأسها الباحث الأمريكي ميخائيل روستوفتزف M.Rostovtzeff، وفي نهاية عام 1937، توقفت أعمال التنقيب مع إرهاصات الحرب العالمية الثانية لتترك المدينة للنسيان حتى عام 1986، تاريخ تشكيل البعثة السورية الفرنسية العاملة في الموقع حتى اليوم. وكان قد صدر تقرير أولي سنوياً عن المواسم التي جرت بين عامي 1928-1936، ثم أصدرت جامعة يال الدراسات النهائية عن دورا أوروبوس في عدد من المجلدات المتعاقبة من عام 1943 حتى الآن. وفي العام 1986 عادت أعمال التنقيب والترميم إلى الموقع على يد بعثة مشتركة سورية- فرنسية من المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الخارجية الفرنسية. قامت بدراسة التحصينات، وإجراء الترميم على أجزاء هامة منها، ومنها القصر الكبير، الذي شهد أعمال توسيع في بداية القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تم العثور على فخاريات من العصر الآشوري، تثبت أن الموقع كان آهلاً وعامراً بشكل واسع قبل الفتح المقدوني، ولم يقتصر على حصن بسيط كما كان يظن.
قامت البعثات الثلاث التي عملت في الموقع بتنقيب مساحة ثلث مساحة المدينة فقط، إذ أظهرت هذه التنقيبات الأسوار والأبراج الستة والعشرين والبوابات الثلاث إضافة إلى القلعة وعدد من القصور (قصر القلعة، قصر الحاكم، قصر حاكم النهر) والشارع الرئيسي المعمّد والساحة المركزية وخمسة حمامات رومانية وسبعة عشر معبداً، أهمها معبد بل ومعبد أرتميس وعثرغاتيس والبيت المسيحي الأقدم في العالم والكنيس المحلي المعاد بناؤه في متحف دمشق؛ وقد زُيّن معظم هذه المعابد برسوم جدارية تظهر النزعة الطبيعية والفنون الطقسية المرتبطة بالأصول الإغريقية لفن الأيقونة، مما أهّل دورا أوروبوس لنيل لقب «بومباي الصحراء». كما تم العثور أيضاً على الكثير من التماثيل والمنحوتات، كتمثال الإلهة أفروديت فوق درع السلحفاة، ومنحوتة الإله آرصو ومشهد الإله بل وكثير غيرها، وقد عكست هذه المنحوتات طبيعة الفن الخاص بدورا أوروبوس، وتم إنجازها جميعاً بواسطة حجر الجبس، وبيد نحاتي المدينة، وعثر كذلك على العديد من المخطوطات الرقية والنقود، وأشلاء من ورق البردي والنقوش الكتابية، والتي كان أحدث ما اكتشف منها ذلك النقش اليوناني الذي وجد مؤخراً في إحدى درجات المسرح الصغير التابع لمعبد أرتميس، والذي ساعد في فهم الواقع السياسي للمدينة، إذ يقول النقش: «من مجلس الشورى في دورا إلى سبتيميوس أوريليوس ليزياس الحاكم الرئيس والقائم الإمبراطوري على رعية المدينة مع الشرف السرمدي».
إن من يتأمل الموقع وتاريخه، يجد فيه مزيجاً من حضارات مختلفة تركت بصماتها فيه، بداية من مخططها الشطرنجي الإغريقي إلى معابدها البارثية المتأثرة بحضارة ما بين النهرين، انتهاءً برموز وشعائر النصر الرومانية، والآلهة المختلفة السورية واليونانية والشرقية والرومانية، كل ذلك جعل من دورا أوروبوس بوتقة انصهرت فيها مختلف أشكال الفنون ومفترقاً تقاطعت عنده الحضارات الشرقية والإغريقية مبدعة نتاجاً فنياً ساحراً ولا أدل على ذلك من رسومها الجدارية التي تعد المحطة الأساسية والأهم لأي باحث في العالم يرغب بدراسة فن الأيقونة أو الرسم الجداري. ويمكن العثور على مكتشفات دورا أوروبوس في متحف دمشق ومتحف دير الزور ومتحف جامعة YALE الأمريكية.
وفي آذار عام 1920م، وأثناء حفر الجنود الإنكليز خنادق في الصحراء، سقط الجند في فراغ تكشفت جدرانه عن لوحات تحمل مشاهد حياتية ودينية لأشخاص يرتدون أثواباً طويلة وقبعات مخروطية، مما استدعى طلب الباحث الأمريكي جيمس هنري بريستد لفحصها، وقد تقدم الباحث إثر ذلك بوصف مفصل عنها إلى أكاديمية النقوش الفرنسية التي سارعت إلى تأليف بعثة، ترأسها الباحث البلجيكي فرانس كومان F.Cumont، عملت في الموقع من عام 1922 إلى 1924، وتمكنت في نهايتها من الإعلان بأن الموقع هو مدينة دورا أوروبوس التي بحث عنها علماء الآثار على الضفة الشرقية لنهر الفرات دون جدوى، وقد نشر عن المرحلة الأولى من أعمال التنقيب مؤلف مشهور للباحث فرانس كومان، وبعد ذلك أهمل الموقع حتى عام 1928، تاريخ تشكيل البعثة الفرنسية الأمريكية التي اشترك فيها باحثون من جامعة يال YALE ونفذت عشرة مواسم، امتد كل منها على ستة أشهر مستعينة بنحو 300 عامل، نقبت خلالها قرابة ثلث مساحة المدينة، وترأسها الباحث الأمريكي ميخائيل روستوفتزف M.Rostovtzeff، وفي نهاية عام 1937، توقفت أعمال التنقيب مع إرهاصات الحرب العالمية الثانية لتترك المدينة للنسيان حتى عام 1986، تاريخ تشكيل البعثة السورية الفرنسية العاملة في الموقع حتى اليوم. وكان قد صدر تقرير أولي سنوياً عن المواسم التي جرت بين عامي 1928-1936، ثم أصدرت جامعة يال الدراسات النهائية عن دورا أوروبوس في عدد من المجلدات المتعاقبة من عام 1943 حتى الآن. وفي العام 1986 عادت أعمال التنقيب والترميم إلى الموقع على يد بعثة مشتركة سورية- فرنسية من المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الخارجية الفرنسية. قامت بدراسة التحصينات، وإجراء الترميم على أجزاء هامة منها، ومنها القصر الكبير، الذي شهد أعمال توسيع في بداية القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تم العثور على فخاريات من العصر الآشوري، تثبت أن الموقع كان آهلاً وعامراً بشكل واسع قبل الفتح المقدوني، ولم يقتصر على حصن بسيط كما كان يظن.
قامت البعثات الثلاث التي عملت في الموقع بتنقيب مساحة ثلث مساحة المدينة فقط، إذ أظهرت هذه التنقيبات الأسوار والأبراج الستة والعشرين والبوابات الثلاث إضافة إلى القلعة وعدد من القصور (قصر القلعة، قصر الحاكم، قصر حاكم النهر) والشارع الرئيسي المعمّد والساحة المركزية وخمسة حمامات رومانية وسبعة عشر معبداً، أهمها معبد بل ومعبد أرتميس وعثرغاتيس والبيت المسيحي الأقدم في العالم والكنيس المحلي المعاد بناؤه في متحف دمشق؛ وقد زُيّن معظم هذه المعابد برسوم جدارية تظهر النزعة الطبيعية والفنون الطقسية المرتبطة بالأصول الإغريقية لفن الأيقونة، مما أهّل دورا أوروبوس لنيل لقب «بومباي الصحراء». كما تم العثور أيضاً على الكثير من التماثيل والمنحوتات، كتمثال الإلهة أفروديت فوق درع السلحفاة، ومنحوتة الإله آرصو ومشهد الإله بل وكثير غيرها، وقد عكست هذه المنحوتات طبيعة الفن الخاص بدورا أوروبوس، وتم إنجازها جميعاً بواسطة حجر الجبس، وبيد نحاتي المدينة، وعثر كذلك على العديد من المخطوطات الرقية والنقود، وأشلاء من ورق البردي والنقوش الكتابية، والتي كان أحدث ما اكتشف منها ذلك النقش اليوناني الذي وجد مؤخراً في إحدى درجات المسرح الصغير التابع لمعبد أرتميس، والذي ساعد في فهم الواقع السياسي للمدينة، إذ يقول النقش: «من مجلس الشورى في دورا إلى سبتيميوس أوريليوس ليزياس الحاكم الرئيس والقائم الإمبراطوري على رعية المدينة مع الشرف السرمدي».
إن من يتأمل الموقع وتاريخه، يجد فيه مزيجاً من حضارات مختلفة تركت بصماتها فيه، بداية من مخططها الشطرنجي الإغريقي إلى معابدها البارثية المتأثرة بحضارة ما بين النهرين، انتهاءً برموز وشعائر النصر الرومانية، والآلهة المختلفة السورية واليونانية والشرقية والرومانية، كل ذلك جعل من دورا أوروبوس بوتقة انصهرت فيها مختلف أشكال الفنون ومفترقاً تقاطعت عنده الحضارات الشرقية والإغريقية مبدعة نتاجاً فنياً ساحراً ولا أدل على ذلك من رسومها الجدارية التي تعد المحطة الأساسية والأهم لأي باحث في العالم يرغب بدراسة فن الأيقونة أو الرسم الجداري. ويمكن العثور على مكتشفات دورا أوروبوس في متحف دمشق ومتحف دير الزور ومتحف جامعة YALE الأمريكية.
3.
حلبية وزلبية:
هي
إحدى المدن الأثرية المسماة بمدن القلاع على وادي الفرات، من محافظة دير
الزور وكان موقعها ذا أهمية استراتيجية وتجارية، ومن تسمياتها
باليونانية والرومانية بيرثا، وباللاتينية زنوبية نسبة لزنوبيا ملكة تدمر التي قامت ببنائها وتحصينها. تقع منطقة حلبية زلبية شمال غربي دير
الزور على بعد 58 كم في أراضي قرية التبني شرق طريق دير الزور- حلب على شاطئ الفرات وشرق شمال تدمر على بعد 165 كم.
يُقَّسِمْ نهر الفرات المنطقة إلى قسمين الأول هو مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا على ضفة الفرات الغربية في الشمال والقسم الثاني توجد مدينة زلبية او زلوبيا على ضفة الفرات. كان لمضيق حلبية أهمية كبرى في التاريخ القديم لسهولة تحصينه بالصخور الشاهقة الموجودة على سفح الهضبة والتي تسيطر على مدخل الممر، وعلى مخرجه تشكل الأبواب الضيقة والمضيق النهري، مكاناً نادراً على نهر الفرات، والاستيلاء على هذا المضيق هو بالحقيقة السيطرة والتحكم بالطريق النهري وطريق القوافل التجارية التي كانت تسلكه.
مع نمو مملكة تدمر ذلك النمو المفاجئ الذي جعلها من أكبر المدن، حيث أصبحت مركزاً تجارياً تمر بها قوافل التجارة تحمل البضائع بين أسواق العراق وما يتصل بها من بلاد الفرس والهند والخليج وبين أسواق الشام وحوض البحر المتوسط، فقامت زنوبيا ببناء مدينة على الفرات لحماية حدود مملكتها من الشرق ولتجعل من المدينة ميناءاً نهرياً تزاحم به ميناء مدينة الكفل «الجيشا» بلواء الحلة في العراق وأسمت المدينة «زنوبية» وهو اسمها. يعتبر موقع مدينة حلبية عبارة عن مرتفع بارز، يحيط به واديان ولكن المرتفع الذي يصله بزلبية منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع عنها سوران جصيان ينحدران باتجاهين متعاكسين الى الفرات، أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم.
يُقَّسِمْ نهر الفرات المنطقة إلى قسمين الأول هو مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا على ضفة الفرات الغربية في الشمال والقسم الثاني توجد مدينة زلبية او زلوبيا على ضفة الفرات. كان لمضيق حلبية أهمية كبرى في التاريخ القديم لسهولة تحصينه بالصخور الشاهقة الموجودة على سفح الهضبة والتي تسيطر على مدخل الممر، وعلى مخرجه تشكل الأبواب الضيقة والمضيق النهري، مكاناً نادراً على نهر الفرات، والاستيلاء على هذا المضيق هو بالحقيقة السيطرة والتحكم بالطريق النهري وطريق القوافل التجارية التي كانت تسلكه.
مع نمو مملكة تدمر ذلك النمو المفاجئ الذي جعلها من أكبر المدن، حيث أصبحت مركزاً تجارياً تمر بها قوافل التجارة تحمل البضائع بين أسواق العراق وما يتصل بها من بلاد الفرس والهند والخليج وبين أسواق الشام وحوض البحر المتوسط، فقامت زنوبيا ببناء مدينة على الفرات لحماية حدود مملكتها من الشرق ولتجعل من المدينة ميناءاً نهرياً تزاحم به ميناء مدينة الكفل «الجيشا» بلواء الحلة في العراق وأسمت المدينة «زنوبية» وهو اسمها. يعتبر موقع مدينة حلبية عبارة عن مرتفع بارز، يحيط به واديان ولكن المرتفع الذي يصله بزلبية منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع عنها سوران جصيان ينحدران باتجاهين متعاكسين الى الفرات، أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم.
تشرف القلعة من فوق المرتفع على
الأراضي المجاورة وعلى الجزيرة وللسور من جهة النهر بابان او ثلاثة ولكل ضلع من
الضلعين الآخرين من المثلث باب وعلى كل ضلع عدد من الأبراج المربعة المتشابهة ذات
طوابق وأدراج ومداخل.. أسوار المدينة مبنية بالأحجار الجصية التي
يكثر وجودها في منطقة الفرات.
يقطع المدينة شارع ذو أعمدة رخامية
على الجانبين، يتجه من الجنوب الى الشمال ويمر ببابي المدينة الجنوبي والشمالي،
وللأعمدة تيجان مزخرفة من الرخام ما تزال أثارها قائمة إلى الآن.
في وسط المثلث آثار كنيسة وأطلال لعدد من الأبنية، وتم الكشف عن أسوار ثانية وعن المحكمة ومدافن برجية، وحمام ومطابخ، وتم العثور على أواني خزفية ونقوش كتابية ومجموعة من الأقمشة، ورسوم جدارية، يتم ترميم بعضها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.
في وسط المثلث آثار كنيسة وأطلال لعدد من الأبنية، وتم الكشف عن أسوار ثانية وعن المحكمة ومدافن برجية، وحمام ومطابخ، وتم العثور على أواني خزفية ونقوش كتابية ومجموعة من الأقمشة، ورسوم جدارية، يتم ترميم بعضها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.
4.
جسر دير الزور:
يعتبر أهم معلم أثري
في مدينة دير الزور،
ويعود تاريخ بنائه إلى زمن الإنتداب
الفرنسي حيث
بدء بنائه عام 1925، واستخدم في بنائه الاسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة،
قام بتعهد الجسر الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت
إشراف المهندس الفرنسي مسيو
فيفو، واستمر بنائه 6 سنوات مات خلالها عدد من أبناء المدينة، وهناك من كبار السن
في دير الزور من يقول إن بعضا من العمال سقطوا داخل الكتل الخرسانية التي تحمل الجسر أثناء
سكب الإسمنت فيها
ولا تزال جثثهم داخلها حتى الآن، وقد انهت الشركة الفرنسية بناء الجسر في شهر أذار
سنة 1931 ويعتبر ثاني جسر معلق في العالم بعد جسر يقع في جنوب فرنسا،
وأطلق عليه الجسر
الجديد وذلك للتفريق بينه و بين الجسور الأخرى عرِف بعد ذلك بالجسر المعلق أو جسر دير الزور المعلق.
ويمتاز هذا الجسر
العظيم بركائزه الحجرية الأربعة الباشقة، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية قاسية
ربطت بعضها ربطاً محكماً وجميلاً بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36
متراً، أما طول الجسر فيبلغ
450 متراً وعرضه 4 أمتار، وقد كلف انشاء هذا الجسر مليون وثلث المليون ليرة سورية في ذلك الحين، وفي عام
1947 نُوِر بالكهرباء وفي عام 1955 صبغ باللون الأصفر وأنير الجسر بأنوار ملونه في
غاية الجمال تنعكس ليلاً على مياه النهر، وفي عام 1980 منع من السير عليه
بالسيارات والدراجات النارية
وكانت عملية مرور السيارات على الجسر المعلق قبل ذلك
التاريخ تنظم عبر استخدام الهاتف بين
عامليْن كل منهما يتمركز في طرف من طرفي الجسر، يخبر أحدهما الآخر بمرور سيارة من
جهته إلى الجهة الأخرى، فيمنع العامل الآخر مرور السيارات حتى وصولها إليها وهكذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق